shaikhalaradi

المقالات

نعرض في هذه الصفحة مجموعة من المقالات التي تستعرض آراؤنا في مجموعة من المواضيع السياسية والاجتماعية وما يخص الشارع الشيعي في البحرين، كما اننا نستعرض مجموعة من الرسائل التوعوية التي تهدف الى إصلاح البيت الشيعي في البحرين وهي مرسلة للمواطن وبعض الإدارات التي تخدم البيت الشيعي في البحرين عبر المأتم والحسينيات.

الواسطات تلعب دورا!!

لقد التقيت بكثير من الافراد وجلست مع كثير من الناس وتبادلت معهم انواعا واشكالا من الاحاديث والهموم والمشاكل التي يعانون منها من شخص يحتاج الى السكن المناسب وآخر يعاني من البطالة وعدم توفر فرص للعمل وآخر يأكل عن طريق الديون فاستخلصت من مجموع هذه الاحاديث.. ان لا يمكن حل كثير من هذه المشاكل الا عن طريق البحث عن واسطة قوية لها وجاهة وشأن وكلمتها تؤثر على اصحاب القرار في البلد.. ومن هم اصحاب القرار؟!.. الجواب واضح.. العلماء والتجار وأئمة الجمعة والجماعة وكذلك الوزراء والمدراء ورؤساء الاقسام.. كل هؤلاء لديهم النفوذ بما يملكون من امتيازات ومسئوليات وكلمات مؤثرة.. ولكن كيف الوصول لهم؟! حتى ان الوصول لبعض او اغلب هؤلاء يحتاج الانسان فيه الى الواسطة ايضا؟!! فصار البحث عن الواسطة من أوجب الواجبات على الفرد.. فبدون تحصيل الواسطة لا يمكن أن تحل مشاكله؟!فيا ترى الى متى نصبح اسراء لهذا المفهوم السلبي؟! لا اريد ان اسرد القصص والتجارب في هذا المجال.. فكل واحد منا عانى ما عانى على هذه الأرض والبلاد من إراقة ماء وجهه.. بل حتى عرضه ودينه ومبادئه عند زيد وعمر الذين لهما جسور مع اولئك الذين يملكون القرار؟! وكم من الهدايا والعطايا تم تبادلها لاجل الوصول؟! وفي الحقيقة.. بقي الكثير من الناس في صف المحرومين والمقهورين والمضطهدين والبعض الاخر قد ارتفع وامتلك ما امتلك من المناصب والاملاك المنقولة وغير المنقولة وراح يتبختر بنفسه وبما يملك امام الاخرين »وأعرض وتولى وذهب الى اهله يتمطى، أولى لك فأولى«.. طبعا لا يعني هذا ان لا يتوسط الانسان في امور الخير وقضاء حوائج الاخوان والاصدقاء.. بل هو من اشرف الاعمال وهو من الباقيات الصالحات لاسيما اذا صفت النية لله تعالى وكما في الحديث »خير الناس من نفع الناس« ولكن بقي هنالك امر واحد.. وهي الواسطة الحقيقية لحل المشاكل.. وهي اللجوء الى رب الارباب ذي الجلال والاكرام والفضل والانعام الخالق البارئ المصور.. الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر.. الذي بيده مقاليد كل شيء.. وبيده خزائن كل شيء.. وانما امره اذا اراد شيئا.. ان يقول له كن فيكون.. فلنذهب الى ربنا وخالقنا »ففروا الى الله« »قل الله ثم ذرهم« فهو سبب كل ذي سبب وهو مسبب الاسباب من غير سبب »اللهم سبب لنا سبباً لا نستطيع له طلباً اللهم اغننا بحلالك عن حرامك وبطاعتك عن معصيتك وبفضلك عمّن سواك يا حي يا قيوم« فهو سوف يعطينا القوة والثبات والصلابة والايمان وسوف نتحدى الصعاب بما يعطينا من معنويات عالية وروحية قوية فهو الذي أخرج يوسف الصديق من غيابت الجب وسواه ملكاً على مصر وسبب له الاسباب وهو الذي جعل النار على ابراهيم الخليل بردا وسلاما وراح بمفرده يصرخ بوجه من يقف فى طريق الخير والعدل.. واستخرج حقوقه كما قال الامام علي عليه السلام »لأبقرن الباطل حتى أخرج الحق من خاصرته« وكما قال أيضاً »لنا حق فإن أعطيناه وإلاّ ركبنا أعجاز الإبل وإن طال السرى«.. فنسأل المولى عز وجل أن يهب لنا قلباً ذاكراً ولساناً صادقاً وعزماً راسخاً وبدناً شاكراً وتوفيقاً راجحاً منجحاً »وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب«.

الشيخ محمد سعيد العرادي

نصائح لأصحاب المآتم والخطباء (1)

من خلال تجاربي مع المنبر والمآتم والخطباء استفدت الكثير من الافكار والمعلومات والدرر والمواعظ.. بل لعل الجلوس تحت منبر بعض الخطباء اللامعين الذين تخرج كلماتهم من قلوبهم لتصل الى القلوب هي اعظم سعادة وافضل لحظات يقضيها المستمع في حياته.. حيث ان لهذه الكلمات اثرا كبيرا في تغيير نمط سلوكه وأخلاقه ومنهجه في الحياة.. فهناك الكثير من الناس كانوا يعيشون في ظلمات الجهل والغفلة والانغماس وراء اللذات غير المشروعة قد تغيروا واهتدوا الى الصراط المستقيم وانتقلوا الى نور العلم والهداية وعرفوا الهدف من وجودهم في هذه الحياة الدنيا وارتقوا في مدارج الكمال وسلكوا مسالك الصالحين وحسن اولئك رفيقا.. ذلك كان بفضل انهم ذهبوا الى المجالس الحسينية واستمعوا الى الخطيب الذي يعرف كيف يخاطب العقول والقلوب ويضرب على الوتر الحساس وينقل المستمع من عالم المادة الى عالم الروح ويعرج به الى الله عبر ما ينطق به من كلمات مؤثرة فيها لله رضا وللجالسين اجر وثواب كما قال الامام علي بن الحسين عليه السلام ويستند فيها الى الآيات الشريفة والروايات الصادرة عن الرسول واهل بيت العصمة والطهارة حيث ان »كلامهم نور« كما جاء في بعض الاحاديث.. وكما قال الامام الصادق عليه السلام »لو عرف الناس محاسن كلامنا لاتبعونا«.. فالخطيب الناجح هو الذي يطعم موضوعه وبحوثه بالآيات الكريمة وكلمات الرسول واهل بيته مع القصص المناسبة والمسائل الفقهية والنكات اللطيفة والحكم الرائعة والامثال النافعة مستخدما الاسلوب السلس والبيان الظريف.. ولان اهل البيت عليهم السلام كما ورد في وصفهم في زيارة الجامعة للامام الهادي عليه السلام يقول »الى الله تدعون وعليه تدلون« فهم الادلاء على الله.. فيلزم على الخطيب ان ينتقى من احادثيهم وكلماتهم ما توصل المستمع الى الله.. خصوصا تلك الخطب التي في نهج البلاغة للامام علي عليه السلام حيث ان بعض خطبه قد اثرت في المستمع الى درجة انه لم يتحمل قوة وتأثير معاني ومضامين الكلمات فوقع على الارض مغشيا عليه وقد مات.. والقصة معروفة وبالامكان الرجوع الى نهج البلاغة في بحث صفات المتقين عندما ما جاء رجل باسم همام وقال للامام علي عليه السلام.. صف لي المتقين كأني اراهم.. فلما وصفهم الامام علي عليه السلام.. اثرت خطبة الامام عليه السلام في نفسية وروحية همام وصعق صعقة ومات.. حتى قال الامام علي عليه السلام هكذا تفعل المواعظ البالغة في اصحابها.. فهذه قيمة حضور المجالس الحسينية والمآتم ومجالس الذكر والوعظ بشكل عام.
ولكن تسألني هل عندنا خطباء بهذه الكيفية والنوعية بحيث يكون عنده إلمام تام وشامل ومطالعة عميقة وثقافة اصيلة ومتنوعة واسلوب مهذب في الطرح ويعرف كيف يصل الى عقل وقلب المستمع ويحدث فيه هذا التأثير العظيم.. بحيث يخرج المستمع من المجلس وهو متكهرب بالفكرة وغارق فيها بحيث يعزم ويصمم على ان يطور من نفسه ويسمو بأخلاقه وينمو في فكره ويبدأ طريق الصلاح من جديد.. ويهتدي.. او يزداد هدى وبصيرة ويقين ووعيا بأموره الدينية والاخروية وحتى الحياتية.. اقول.. نعم هناك من الخطباء من يتميزون بهذه الكيفية والنوعية ولكن قليل جدا.. وكما قالت الاية »ثلة من الاولين وقليل من الاخرين«.. اولئك الخطباء العاملون بعلمهم المخلصون في دينهم الذين لايسئلون اجرا ولايساومون على صعود المنبر الحسيني.. بل كما تقول الاية وهي تحكي عن ذلك الرجل المؤمن »وجاء من اقصى المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين.. اتبعوا من لايسألكم اجرا وهم مهتدون«.. لاحظ الاية تقول »من لا يسألكم اجرا.. وهم مهتدون« ولكن اكثر الخطباء اليوم يسألون الاجر ويساومون فيه.. بل يفتخرون على بعضهم البعض بان الخطيب الفلاني اشترط على قراءته وخطابته كذا مبلغ من المال.. وفلان خطيب استلم شيكا بكذا مبلغ.. وبعض منهم لم يتفق مع ادارة المأتم الفلاني لانهم اختلفوا معه في الاجرة.. وهكذا.. صار الخطباء والملالي اسراء للمال.. وكأن الهدف من صعوده المنبر هو تحصيل اكبر قدر من المال.. واللهف وراء الجمع.. حتى ان بعض الخطباء يستأجر اكثر من مجلس.. فبعضهم يقرأ خمسة مجالس وبعض ستة مجالس وبعضهم اربعة او ثلاثة مجالس.. مع التكرار لنفس الموضوع وضعف المحتوى وبالتالي لم يعط للمنبر حقه وهو بذلك يتأذى حتى صحيا.. ويفوت الفرصة على خطباء آخرين لم تتاح الفرصة لهم لصعود المنبر. وكل ذلك لاجل جمع المال.. فهل هذا صحيح ويلتقي مع آداب وسنن الاسلام وطريقة اهل البيت؟!
فهناك من الشعراء في التاريخ قد انشدوا الشعر في حضور ائمة اهل البيت عليهم السلام ولم يشترطوا اجرا بل دفعهم حبهم لاهل البيت ولاجل نشر فضائلهم وتقوية المذهب الحق.. ومنهم دعبل الخزاعي لما انشد قصيدته التائية المعروفة.. يقول فيها.. مدارس آيات خلت من تلاوة
ومنزل وحي مقفر العرصات .. وفي النهاية اعطاه الامام الرضا عليه السلام مئة دينار رضوية وجبة خز.. فرفضها دعبل وقال لم انشد قصيدتي لاجل المال.. ولما اأصر عليه الامام الرضا »ع« .. واعلمه بان سوف يحتاج الى الدنانير.. عند ذلك قبل دعبل واخذها وغيرهم من الشعراء مثل الكميت.. كان يدخل على الامام الباقر »ع« ويلقي بشعره وقصائده وكان الامام الباقر »ع« يكرمه ويعطيه.. وكان الكميت يرفض ذلك.. ولكن الامام الباقر »ع« كان يكرمه.. وكذلك الفرزدق الشاعر المعروف.. فكان الامام على بن الحسين زين العابدين.. كان يكرمه عندما ألقى بقصيدته المعروفه في الحرم المكي.. هذا الذي تعرف البطحاء وطاته والبيت يعرفه والحل والحرم.. وعليه تعرض لعملية مطاردة من قبل هشام بن عبدالملك.
وقد سجنه هشام.. ودعا له زين العابدين بالفرج وأعطاه مبلغا من المال وقد رفض الفرزدق قبول المال ابتداء وعلل بانه لم ينشئ قصيدته لاجل ذلك.. ولكن الامام زين العابدين عليه السلام قد اعطاه واكرمه خصوصا عندما قطع هشام عطاءه وراتبه من الديوان وبيت المال.. وقد علم الامام زين العابدين بذلك.. فاعطاه مبلغا كبيرا لمدة طويلة يكفيه الى حلول اجله.. فكانت المدة اربعين سنة كما نقل التاريخ.. كل ذلك كان ولم يكن اشتراطا او مساومة.. وكانت نيات اولئك الشعراء متمحضه لله ولحب اهل البيت »ع« وكان الشاعر في ذلك الوقت يمثل قوة اعلامية ضخمة مثل الجريدة والصحيفة الاعلامية اليوم.. فكان من اللازم كسب الشعراء الإستفادة من عطائهم الشعري في خدمة الدين والمذهب الحق.. واني لاعرف خطباء مخلصين قد صعدوا المنبر واحيوا ذكر اهل البيت في مختلف المناسبات من عشرة محرم وشهر رمضان ولم يأخذوا فلسا واحدا من اصحاب تلك المجالس ولكن رزقهم الله من حيث لم يحتسبوا وسهل عليهم امورا كثيرة كانت سببا لحصولهم على المال الكثير.. وللاسف خطباؤنا اليوم في الاعم الاغلب صاروا تجارا من الدرجة الاولى.. وان كانت هذه التجارة خاسرة بالمعنى الواقعي لانها ليست لله.. وكما قال الحديث »ما لله ينمو«.. فاذا صارت النوايا هي مجرد لتحصيل المال.. فستكون قيمة العمل من سنخ النية.. فاذا كان المال يفني فكذلك خطابة الخطيب تفني ولكن.. لو كان الهدف هو الله والشعار هو »اقرأ باسم ربك« فسوف تبقى خطابة الخطيب وشعر الشاعر وكلمات المؤلف والكاتب وعمل الانسان وسوف تستفيد الاجيال على مرور الزمان ومواضي الايام من ذلك العطاء.. ولهذا ترى الخلود لقصائد دعبل الخزاعي والكميت والفرزدق والسيد حيدر الحلي والسيد جعفر الحلي والشيخ كاظم الازري وغيرهم من شعراء اهل البيت وكذلك قراءة مقتل الحسين للشيخ عبدالزهراء الكعبي حيث لازال يذاع في الاذاعات من يوم العاشر من المحرم.. نعم قد يسأل الخطيب او القارئ.. اذا لم اشترط الاجرة.. فمن الممكن ان يضيع حقي.. لان بعض اصحاب المآتم والمجالس لاينصفون الخطيب او القارئ.. وهذا حق من جهة.. ولان الخطابة او القراءة الحسينية هي عمل مباح فتصح عليه الاجارة ولكن يستحب للخطيب او القارئ ان ينوى اخذ الاجرة على الخطوات التي يخرج بها من بيته الى الحسينية او محل القراءة.. ولا ينوي اخذ الاجرة على نفس صعود المنبر او القراءة الحسينية حتى تكون النية اقرب الى الاخلاص في العمل.. لان الاعمال بالنيات.. ولكل امرئ ما نوى.. كما في الحديث وان كانت هناك حلول اخرى لموضوع كفالة الخطيب من الناحية الاقتصادية فليس الآن نحن في صدد بحثه.
وللحديث بقية.

الشيخ سعيد العرادي

نصائح لأصحاب المآتم ، لا تتحيزوا لخطيب دون آخر فلكل طريقته وثقافته ( 2 )

متابعة لما كنا قد تحدثنا به في الرسالة السابقة نقول إن التكفل بالخطيب يجب إن يكون أساسا واجبا من واجبات بيت المال (الخزينة الوطنية للدولة) أو أن تتكفل المرجعية الدينية بالخطيب من أموال الخمس والحقوق الشرعية من زكوات وكفارات وصدقات أو نذورات ورد مظالم وغيرها من الأموال تصل إليها.. أو مثلا الحوزات العلمية لأن الخطيب يمكن أن يتعرض لأزمة صحية أو ظروف طارئة تمنعه من مزاولة الخطابة وفي هذه الحالة.. فمن يكفل الخطيب؟!.. فهناك بعض الخطباء حسب ما ينقل عنهم انه عندما مات لم يكن عنده مال لشراء كفن!!. واني اعرف بعض الخطباء قد أصيب في ظهره بآلام شديدة بحيث يصعب عليه صعود المنبر وقد منعه الطبيب من صعود المنبر ويلزم أن ينام على فراشه دائما وهو الآن يعيش على التبرعات من أهل الخير.. وهذه مشكلة عويصة يجب حلها.. كما إن شريحة الخطباء في المجتمع هي من الشرائح المحترمة والفاضلة والتي ينبغي الاهتمام بأمرها وشأنها وان تصان كرامتها ويبذل لها العطاء والخدمة.. لأن لهم دورا كبيرا في إرشاد الناس وتوعيتهم وهدايتهم ونشر معالم الدين وترويج سنن سيد المرسلين وتقوية العقيدة الدينية في نفوس الناس وغرس القيم الأخلاقية في المجتمع.. فيلزم أن يوضع حل سليم لوضعهم الاقتصادي وأن توفر لهم الكرامة الاقتصادية التي توجب الكرامة الاجتماعية.. وهنا يكمن دور الدولة التي بيدها بيت المال (الخزينة الوطنية) لكي تتكفل بأمور وحاجات الخطيب.. وهذا حق من حقوقه.. كما لا بأس أن تشكل نقابة للخطباء تطالب بحقوقهم وحماية مصالحهم وتفهم حاجاتهم وقضاياهم مثل النقابات العمالية الموجودة.. فالخطيب يعتبر عاملا في الساحة الإسلامية.
وهناك نصيحة للمآتم والحسينيات وأصحاب المجالس بشكل عام وهي أن تنفتح على جميع الخطباء ولا يتحيزون لخطيب دون آخر.. فكل خطيب له ثقافته الواسعة وطريقته للاستدلال ومخاطبة الجمهور وبالتالي فكل واحد منهم له نكهته الخاصة.. مثل الوردة.. فكل وردة لها طيبها ورائحتها.. كما يلزم أن لا يسمعون كلام المغرضين والجهلاء والسفلة من الناس بشأن الخطباء الذين يخدمون الرسالة الإلهية.. بما يهدم مروءتهم ويسقط عدالتهم ويضعف من شخصيتهم ويقطع ويمنع عليهم الخير.. لأن كثيرا من الخطباء المتميزين يتعرضون لعمليات إبادة وإقصاء من قبل بعض الجهلة من المعممين والحزبيين بمن تلبس بزي رجال الدين الذين أكل قلوبهم الحسد والحقد وكما يقول الحديث »الحسد مئة جزء.. ثمانون منه في العلماء (غير الصالحين طبعا) وعشرون منه في العامة«.. وهذه ظاهرة معروفة بين العلماء (غير الربانيين).. والملالي.. ظاهرة التحاسد.. وقد نتج عنها مواقف سيئة للغاية.. ولهذا نحن ننصح الخطباء وكل صنف أن لا يحسد بعضهم بعضا.. بل يغبطون بعضهم بعضا.. وليعلموا إن الحاسد لا يضر المحسود.. بل يضر نفسه.. وان الضار النافع هو الله.. وكما يقول الحديث: »إياكم والحسد فإنه يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب«.
فبعض الذين يشرفون على إدارة المآتم أو المجالس لاسيما أولئك الذين أوكل إليهم اختيار الخطيب لابد أن يحققوا في كل ما يصل إلى سمعهم عن بعض الخطباء ولا يستعجلون في اتخاذ المواقف السلبية تجاههم.. لأن الله تعالى يقول »اجتنبوا كثيراً من الظن.. إن بعض الظن إثم« ولا ينطلقوا من الظن السيئ.. وليكن شعارهم كما قال الأمام علي : »الحق ما رأت عيناك.. لا ما سمعت أذناك« لأن الكثير مما يطرق السمع.. هو مخلوط بالأكاذيب والتهم والشائعات الباطلة.. والأفضل أن يتأكدوا من صحة ما سمعوا من الخطيب نفسه.. فهو اعلم بنفسه من غيره.. ويقطعوا الشك باليقين وأتذكر هنا موقف لأحد الأشخاص وكان يقاتل ضد الأمام علي  في جيش معاوية بن أبي سفيان في حرب صفين.. وكان هذا الشخص له أخ كان مع الأمام علي  فلما التقى الأخوان أثناء الحرب سأل الموالي للإمام علي  أخاه.. لماذا تقاتل علي بن أبي طالب.. فقال: سمعت الناس يقولون بأن علي بن أبي طالب لا يصلي (حسب ما أشاع ذلك معاوية في أوساط الجيش والشام).. فقال الأخ الموالي للإمام علي : هلا جئت ونظرت إلى وجه علي بن أبي طالب حتى تعرف الحقيقة.. فجاء الأخ المخالف للإمام علي  ونظر إلى وجه علي بن أبي طالب.. ذلك الوجه الذي يسطع النور من جبينه.. وبمجرد أن وقع بصره على وجه الإمام .. أخذته الرجفة وقد تأثر قلبه بالإمام وضرب بفرسه نحو الإمام مسلما عليه ومعتذرا منه وصار من الموالين للإمام علي .. فهل يصدق العاقل المؤمن أن علي بن أبي طالب لا يصلي.. وهو الذي استشهد في المحراب وقال: »فزت ورب الكعبة«.. وكما قال الإمام علي : »حدث العاقل بما لا يليق فإن صدق فلا عقل له« فينبغي التحقيق الوافي في بعض الإشاعات والإنباء والأخبار التي تصل إلى مسمع من يريد أن يتخذ موقف تجاه الخطيب بحيث يترتب على هذا الموقف ظلم للخطيب لاسيما وان هذا الخطيب هو أخوهم في الله والدين والعقيدة والمذهب وكما قال تعالى »إنما المؤمنون اخوة فأصلحوا بين أخويكم«« وأتذكر إن بعض الخطباء اتهم بسب الأمام الخميني ولما سئل عن ذلك قال لهم: »أنا ممن ارجع إلى الإمام الخميني في كثير من أبواب الفقه فكيف اسبه؟! ولما سألهم من أين لكم الدليل على ذلك؟ قالوا سمعنا الناس يقولون؟! فقال لهم: وهل »الناس يقولون« دليل شرعي يصح الاستناد عليه فطلبوا منه المعذرة.. واستغفروا الله على ما صدر منهم حيث كانوا يشيعون في المجتمع عما سمعوا من الناس وهم لا يعلمون الحقيقة.. وكثيرة هي الأخبار الصادرة عن قناة »الناس يقولون«.. ولقد اتهم الإمام الحسين عليه السلام بأنه اشر وبطر وظالم ومفسد.. وانه خرج على إمام زمانه.. ولهذا قال الإمام الحسين  عند خروجه من المدينة »إني لم اخرج أشرا ولا بطرا ولا ظالما ولا مفسدا.. إنما خرجت لطلب الإصلاح في امة جدي ولآمر بالمعروف وأنهى عن المنكر ولأسير بسيرة جدي وأبي« وأكثر الخطباء الصالحين قد تعرضوا لأنواع من الأذى والمضايقات وأشكال من التهم الباطلة من نفس الصنف حسدا وكما قال الشاعر:
إن يحسدوك على علاك فإنما
متسافل الدرجات يحسد من علا
وكثير من أفراد طاقم بعض المآتم قد صدق هذه التهم ورتب عليها الأثر فهم على اثر ذلك قد حرموا الناس من الاستماع لمواعظ وبحوث هذا الخطيب وهذه جريمة كبرى في حق المنبر.. أن يتسلط على إدارة المأتم بعض من لا يفقهون في الدين ولا يعرفون الموازين ويمارسون الحزبيات الضيقة في كل تصرفاتهم ومواقفهم وقد ساهم بعض هؤلاء في إبعاد وإقصاء بعض الخطباء عن الساحة الإسلامية وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا فكيف يواجهون ربهم يوم القيامة وبم يعتذرون؟!.. فهم يريدون أن يخدموا الإمام الحسين ولكن يقتلون الإمام الحسين وهم لا يعلمون.. لأنهم بعملهم هذا لم يسيروا وفق منهج الحسين. وإذا كان الناس والجمهور قد حضروا إلى المجلس لكي يستفيدوا من المواعظ البالغة التي يملكها بعض الخطباء دون الآخر.. فقد ابعدوا الناس عن الحضور.. ولهذا نرى قلة الحضور في المجالس الحسينية بسبب إن الخطيب غير كفء.. فهو يضيع أوقات الناس.. لأن ليس كل خطيب خطيبا.. فالخطابة فن وذوق وعلم وتحتاج إلى توفيق من الله وبذل جهد مكثف من الخطيب نفسه.. وظروف مؤاتية (وجئت على قدر يا موسى).. والنصيحة الأخرى للمآتم.. هي تنظيم الأمور بالحكمة كما قال الإمام علي  لولديه الحسن والحسين في أواخر حياته »أوصيكما بتقوى الله ونظم أمركم« فالتنظيم والتنسيق مهم لاسيما في تنظيم الوقت حتى لا يصطدم وقت الخطيب مع وقت الخطيب الآخر لاسيما إذا كانت المآتم والمجالس متقاربة في المكان.. ولاسيما إذا كان الخطيبان مشهورين وكذلك التنظيم في موضوع خروج المواكب العزائية وعدم الاصطدام مع بعضهم البعض وان يحترموا الشعائر الحسينية وان لا يتظاهروا بما يشينهم ويضعف من شأنهم.. وان لا تخرج النساء إلى الشوارع لرؤية العزاء والمواكب إذا كان في خروجهم فتنة وريبة وإثارة الشهوات.. وان لا تخضع الأمور المتعلقة بممارسة بعض الشعائر الحسينية من الناحية الفقهية ومن حيث الحلال والحرام لمستوى العوام من الناس.. بل تخضع لأهل الخبرة والكفاءة العلمية وان يتبع كل فرد من الأفراد إلى المرجع الديني الذي يتبعه ويحترم آراء المراجع الفقهاء الآخرين ولا يعملوا على تضعيف المرجعيات الدينية وهم لا يشعرون.. وفي الختام نسأل المولى عز وجل أن يتقبل أعمالنا ويغفر لنا ذنوبنا ويحشرنا مع محمد وآل محمد والسلام.

الشيخ سعيد العرادي

بيت المال ساهم في علاج الفقر والجريمة والانحراف

عالج الإسلام الحنيف الكثير من القضايا الاجتماعية واوجد لها الحلول المتتالية إلا ان التطور الذي يشهده العالم جعل الناس والباحثين في إيجاد الحلول لمثل هذه القضايا الابتعاد عن المنهج الإسلامي والذي يقدم جملة من الأمثلة لقضايا لا تبتعد كثيرا عن الواقع الاجتماعي ومشاكله والتي من ابرزها الجانب الاقتصادي والذي ساهم في تفشي العديد من الجرائم والانحرافات في المجتمع.
الشيخ محمد سعيد العرادي ومن خلال اعتلائه للمنبر ومحاضراته التي يلقيها واهتماماته المتوسعة كان دائما يسلط الضوء علي هذا الجانب وسعيه الدائم لإيجاد حلول أكثر فعالية تخدم القضايا الاجتماعية فكانت رؤيته الفعلية هي العودة للإسلام الحنيف في تبني هذه القضايا من خلال إيجاد تفعيل لدور (بيت المال) لحل المشاكل الاقتصادية وبالتالي القضاء علي المشاكل المتتالية كما كان في العهد الإسلامي الأول وهو ما كشف عنه خلال هذا الحوار.
ف يلاحظ علي كثير من الأفراد والجماعات في العصر الراهن حالات من القلق النفسي والاضطراب الداخلي ومظاهر الفشل واليأس والانجراف في مسالك الرذيلة والفساد وبالتالي الضياع في هذه الحياة فيا تري ما هو الحل في نظركم لهذه الازمة؟
غ في الحقيقة لو تأملنا في المناهج الإسلامية بما تحمل من تشريعات وأحكام وآداب وسنن وتوصيات وإرشادات من خلال مصادرها الأصلية كالقرآن والسنة الشريفة وتطبيقات الأئمة الراشدين لوجدنا ضالتنا المنشودة ولتحققت الآمال التي يبحث عنها هذا الإنسان الضائع في هذه الحياة.. ولوجد السعادة والرفاه والسلام والطمأنينة ولعاش بنو البشر في أمن وأمان ووئام ولانتهت جميع المآسي والآلام التي نراها تعصف بنا في هذه الأيام.

ف ما هي المناهج العملية لتحقيق ذلك؟
غ من أهم تلك المناهج هو العدالة في توزيع بيت المال علي المستحقين.. فلنأتي الي هذا الموضوع بشيء من التوسع والإلمام علي مختلف جهاته الفقهية والتاريخية لنري كيف ان عملية التوزيع العادل ساهمت في علاج الفقر والجريمة والانحراف وضمنت للمجتمع العيش في كرامة وسلام ورفاهية وسعادة.

ف ما معني بيت المال؟
غ هو البيت الذي تجمع فيه أموال الدولة وتسمي الآن الخزينة الوطنية للدولة.

ف وما هي مصادر بيت المال في رأيك؟
غ نعم مصادر بيت المال وهي التي لا يختلف عليها أحد ويمكن ذكرها علي النحو التالي: الزكاة – الأراضي المفتوحة عنوة وما هو بعنوان ملك الإمام  أو الحاكم الأعلى للدولة الإسلامية وهو الانفال وهي مثلا تركة من لا وارث له، أراضي البوار العامة والتي استولي عليها بغير قتال والتي لا رب لها، غنائم دار الكفر المفتوحة من دون إذن، المعادن إجمالا، صفو غنائم دار الكفر المفتوحة بالقوة العسكرية، وقطايع الملوك ومختصاتهم وغير ذلك مما ادرج في هذا العنوان. بالإضافة الي المعادن التي تستخرج من اجل الشعب المسلم وكل الثروات الطبيعية التي تستثمرها الدولة وأموال المعاهدات، كالجزية والهدنة والصلح وأرباح التجارات الخارجية، عائدات الخدمات العامة داخلية وخارجية، ويدخل في نطاقها مشتريات الدولة من المواطنين علي تفصيل، وغير ذلك من المنابع.

ف هذه علي نحو الإجمال المصادر لتمويل بيت المال فمن يقوم بعملية توزيع هذه الأموال؟
غ هو الحاكم الأعلى علي المسلمون أو ما يسمي بولي الأمر أو الإمام أو القائد الرئيس للدولة.

ف كيف يتم التوزيع وما هي المصارف ومن قبل من؟
غ هنا بحث مفصل ولكن نختصر المصارف حسب ما جاء في المتون الفقهية الاسلامية وبعض التطبيقات العملية التي قام بها الرسول  والأئمة الراشدون  عبر التاريخ لأنهم محل القدوة الحسنة لجميع المسلمين بما فيهم القيادات العليا بحيث ان السنة تعتبر هي فعل وقول وتقرير المعصوم وفي أفعال وأقوال المعصومين الحجة علينا وقبل الولوج في البحث هناك ملاحظة لا بد من اعتبارها وهي ان سياسة الإسلام في إدارة شئون الناس هي ان كثيراً من المؤسسات والمشاريع هي بيد الناس.. أي يجعلها الإسلام بيد الناس وإنما وظيفة الحاكم هي الحفاظ علي العدل والحرمات.. أي ان وظيفة الحاكم الإسلامي هي منع الناس من ظلم بعضهم البعض لا ان تكون كل المشاريع بيده أو بيد الحكومة فمثلاً حركة النقل والانتقال هي بيد الناس وكذلك أمور البلديات والبيئة هي بيد الناس ولهذا تقول الآية کان الله يأمر بالعدل والإحسان فالله يريد من الحاكم ان يعدل بين الناس لا ان يملك كل مشاريعهم ومؤسساتهم.. ولهذا فالأجهزة التي بيد الدولة هي فقط إدارة القضاء والشرطة وبيت المال ولهذا تري قلة الموظفين في الدولة الاسلامية وبالتالي عدم وجود استنزاف مالي علي عاتقها فصار دور الدولة هو الإشراف فقط وكل الأعمال بيد الناس كالمطارات والقطارات والمقاولات والزراعات والتجارات وغيرها من الأمور.

ف ما هي مصارف بيت المال (الخزينة الوطنية للدولة)؟
غ هي كثيرة نحاول ان نضغطها تحت العناوين التالية مع ذكر بعض الأمثلة:
1- بيت المال ومعالجة الانحراف الجنسي: فلقد جاء في تاريخ الإمام علي  لما صار حاكما علي المسلمين أنه جيء له بشاب قد مارس الاستمناء (أي العادة السرية) فضربه علي يده ولما سأل عن حالته واستطاعته للزواج وعلم انه لا يتمكن من الزواج لفقره بادر الإمام  بتزويجه من بيت المال.
-2 بيت المال وتوفير الكرامة الاقتصادية: فلقد ورد في تاريخ حكومة الإمام علي  أنه رأي نصرانيا يتكفف الناس ويسألهم!!
فتعجب الإمام من ذلك وقال ما هذا؟ لاحظ ان الإمام قال ما هذا ولم يقل من هذا؟! حيث انه استغرب من ظاهرة الفقر والتسول في مجتمعه إذ لم يكن لها أي سبب فقد كانت العدالة والرفاهية والسلام كان كل ذلك هو السائد في مجتمع الإمام فكيف تكون هذه الظاهرة؟ فلما سأل الإمام عنه وقيل انه نصراني يتكفف الناس؟ قال الإمام  موجها نداءه للمجتمع (استعملتموه حتي إذا كبر تركتموه) وأمر بان يصرف له راتب من بيت المال.. لاحظ ان النصراني يكون محترما ومصونا في حكومة الإمام فكيف بالمسلم؟!
-3 بيت المال ومعالجة العجز المالي عند العامل: فلقد ثبت في الفقه الإسلامي ان الاستلام وبيت المال مسئول عن تغطية العجز عند العامل إذا كان وارده المالي لا يغطي جميع نفقاته فإذا كان عامل يعمل لأجل إمرار معاشه ونفقته الواجبة وكان دخله الشهري 004 دينار وهو يحتاج الي تغطية جميع مصروفاته الي 600 دينار فهناك 200 دينار عجز مالي عنده فهذه المائتان يسددها له بيت المال.
-4 بيت المال وتكفل الأيتام الذين لا والي لهم فلقد ورد في الحديث عن النبي الأعظم  کمن مات وترك ضياعا فعليّ ومعني عليّ يعني يتحمل رعايته ونفقته من بيت المال.
-5 بيت المال وأداء ديون الميت: الشخص المسلم الذي يموت وعليه ديون لم يستطع أداءها في حياته ولم يكن شبهه في اكتسابه لهذه الأموال فبيت المال يسدد ديونه حيث قال الرسول  کمن مات وله مال فلورثته ومن مات وعليه دين فعليّ دينه ولما عرف اليهود بذلك دخلوا في الإسلام.
-6 بيت المال وجبران الخطأ في الحكم الذي يصدره القاضي أو الاشتباه في تنفيذه علي تفصيل في الموضوع فلو حكم القاضي بقتل احد الأشخاص وتبين خطأ الحكم فدية الشخص المقتول علي بيت المال.
-7 بيت المال وتوفير الراتب المناسب بشأن بعض الذين يقومون بخدمات مختلفة كالقاضي والكاتب والقاسم والمؤذن ووالي بيت المال وصاحب الديوان ومعلم الآداب والسنن والقرآن ومن لهم نصيب مفروض كما دل علي ذلك كثير من الروايات حيث كان المسلمون لهم عطاء في بيت المال يوزع عليهم وفي الحقيقة كل مصلحة من مصالح الإسلام لا يمكن قيامها إلا من بيت المال فانه يتعين صرفها من بيت المال.

ف ولكن هل تظن ان مثل هذه الأمثلة والشواهد يمكن أن يكون لها مكان في زماننا؟
غ التاريخ يعيد نفسه في صور مختلفة شكلا لا مضمونا وإذا عمل المسلمون حكاما وشعوبا علي تطبيق هذه المفاهيم الاسلامية المتعلقة ببيت المال وطريق تمويله وصرفه في الموارد المقررة فقد سعدوا في الدنيا والآخرة ولقويت شوكتهم وهابهم أعداؤهم ولم يبق مظلوم بين ظهرانيهم.

ف هل هناك مسائل شرعية في نفس هذا السياق؟
غ بلا شك ولا ريب هنا مجموعة من المسائل الشرعية التي يمكن ان نذكرها علي سبيل الإيجاز وهي:
الأولي: لو أقام الحاكم الحد بالقتل، فبان فسوق الشاهدين، كانت الدية في بيت المال ولا يضمنها الحاكم ولا عاقلته وعاقلة الحاكم هي أقرباؤه من طرف أبيه كالأخوة وأولادهم الأعمام وأبناء الأعمام ونحوهم.
الثانية: لو أنفذ الحاكم الي امرأة حامل لإقامة الحد عليها، فأجهضت خوفا فان دية الجنين من بيت المال.
الثالثة: لو أمر الحاكم بضرب المحدود زيادة علي الحد فمات فعليه نصف الدية من ماله ان لم يعلم الحداد لأنه شبيه العمد، ولو كان سهوا فالنصف علي بيت المال، ولو أمر بالاقتصار علي الحد، فزاد الحد عمدا فالنصف علي الحداد في ماله وأقول كم من الأخطاء والاشتباهات التي يرتكبها أفراد الشرطة والأمن مما يؤدي إلي قتل الأفراد فعليه يجب إعطاء الدية من بيت المال وهو الخزينة الوطنية للدولة فتأمل.
الرابعة: من قتله الحد أو التعزيز فهناك رأيان الأول: لا دية له والثاني: تجب الدية علي بيت المال.
ف ألا تعتقدون أن هذه الفكرة رغم أنها فكرة إسلامية، قد لا تجد قبولاً في هذا الزمن؟
غ لماذا لا تجد قبولاً وهو أمر مشروع من قبل الله عز وجل وكل ما يصدر عن الله ورسوله وأئمة الهدي فهو أمر محبوب للمسلمين لأن الله أعرف بصلاح العبد فبقدر ما يكون هناك إيمان قوي عند المسلمين يكون هناك قبول بهذه الفكرة.
ف تعلمون أن المصاريف الإدارية اليوم لأي مشروع مالي عالية جداً، فهل تعتقدون أن موارد هذا الصندوق (بيت المال) سوف تكون كافية للقيام بدورها الاجتماعي إلي جانب تغطية مصاريفها الإدارية، مع ضمان حفاظها علي البقاء والاستمرار؟
غ ليس هو صندوق خيري بل هو الخزينة الوطنية للدولة فسوف يغطي جميع المصاريف إذا تم توزيعه بعدالة وبحكمة والضمان لعدالة التوزيع هو ورع وتقوي القائد الأعلى للمسلمين.
ف بكل صراحة، إن من سيساهم في هذا المشروع هو فقط من يحمل التزاما دينياً جيداً، فهل تعتقدون أن التفاعل من قبل الآخرين سيكون جيدً أم أنه سيشهد نفوراً؟
غ من قال ذلك.. فالمصادر لتمويل بيت المال ليست هي الزكاة فقط وإنما كما أوضحنا خلال الحوار، فلاحظ، ولم قال الرسول : کمن ترك مالاً فلورثته ومن ترك ديناً فعلي فجميع اليهود أسلموا لأن من أحد مصارف بيت المال هو أداء الديون للمديون الميت.
ف كما نعلم أن هناك بعض الاختلافات المذهبية فيما يتعلق بموارد صرف الصدقات وأموال بيت مال المسلمين بين مذاهب أهل السنة والجماعة ومذهب أهل البيت، فكيف هي نظرتكم لمثل هذا الأمر، علماً بأن المشروع الذي تطرحونه من المفترض أن يخدم كافة أبناء البلد من دون تمييز علي أساس المذهب أو الانتماء؟
غ هناك ملاك واحد للمصارف هو استحقاق كل من ليس له نفقة وكل مصلحة من مصالح الإسلام فبيت المال يصرف عليه وهذا يتفق عليه الجميع، والنفقة يجب أن تكون مناسبة لشأن الشخص عرفاً.
ف ألا تخشون أن يساء استغلال هذا الصندوق من قبل بعض القائمين عليه، علماً بأن أي إساءة في هذا الشأن قد تحتسب من بعض الأطراف علي التشريع لا علي الممارسة؟
غ سوء التوزيع ناتج عن غلبة الهوي علي الحاكم وسوف يحدث مفارقات ومضاعفات مما يسبب نقمة جماهيرية عليه وبالتالي سيشكل ذلك عاملاً للثورة عليه، كما ثار الإمام الحسين  علي نظام الطاغية يزيد بن معاوية حيث جعل مال الله دولا.
ف فضيلة الشيخ في ختام هذا اللقاء.. ما ذكرته ربما فيه شيء من الصعوبة في تحقيقه فكيف يمكن التعامل معه؟
غ أغلب التكاليف الإلهية فيها شيء من الصعوبة والمشقة حتي أن الله عز وجل يقول لنبيه  (إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا) ويقول عن الصلاة (إنها لكبيرة إلا علي الخاشعين) وفي الحديث (أفضل الأعمال أحمزها) وكثير من الفرائض فيها تعب ومشقة كالحج وإعطاء الخمس والزكاة ولكن هذه الصعوبة الموجودة في التكاليف لا تصل إلي درجة الشدة بحيث تصبح غير مقدور عليها بالنسبة للإنسان المكلف.
الله تعالي تقتضي حكمته ولطفه أن لا يكلف الله نفسا إلا وسعها وبالنسبة لهذه الأمور فقد عمل الملمون الأوائل وطبقه الرسول الأعظم  والأئمة الراشدون  لذلك اكتسح الإسلام العالم وأطاح بعروش كسري وقيصر حتي قال الله تعالي: (كنتم خير أمة أخرجت للناس) ويقول كذلك سبحانه (محمد رسول الله والذين معه أشداء علي الكفار رحماء بينهم) فكانت الرحمة والإيثار والمحبة والسلم تسود المجتمع الإسلامي ببركة تطبيق هذه المفاهيم الإسلامية في كل مناحي الحياة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا لهذا فهو مقدور عليه إن شاء الله، ولكن يحتاج إلي همة عالية وعزيمة قوية وكما قال الإمام علي : (إنما الرجال بالهمم) ويقول أيضا: (قدر الرجل علي قدر همته) وكذلك المرء يطير بهمته كما يطير الطير بجناحيه.
أجري الحوارـ محمود النشيط

أقولها بحق!! لكل مغرور منا؟!

هل من الممكن أن تحصل على كل ما تريد في هذه الدنيا؟!
ولنفترض انك حصلت على ما تريد!!.. الوظيفة المناسبة.. والراتب القوي والبيت الواسع.. والسيارة الفارهة.. والزوجة الجميلة.. وتصفيق الجماهير.. والثناء في الجرائد والمجلات.. والصيت والشهرة.. والسياحة والسفر إلى الأماكن البعيدة في شرق الأرض وغربها ورأيت ما رأيت من صنوف الجمال في الطبيعة من الشلالات والبحار والحدائق الخضراء الغناء.. وبعدها ماذا؟! سوف تنقض عليك سهام المرض أو الهموم أو الموت وتنغص عليك كل هذه اللذات والمسرات؟! أليس كذلك.. وفي النهاية تقول (ما أغنى عني مالية هلك عني سلطانية) الآية
٨٢ و٩٢ من سورة الحاقة؟! فهل هناك راحة واقعية في هذه الدنيا؟ هل هناك لذة دائمة في هذه الدنيا؟!
إذن.. لماذا الغرور والاغترار بهذه الدنيا وزخرفها وزبرجها.. والتهالك عليها؟! والدخول في نزاعات مما تؤدي إلى البغض والكراهية والقتل والقتال والدمار والتعاسة؟! لماذا نرى بني البشر يقتلون أنفسهم ويهدرون دماءهم ويسرقون أموالهم ويتباغضون أليس لأجل هذه الدنيا الدنية.. أموالها.. ومقاماتها.. وكراسيها.. ورياستها.. والحال أن هذه الدنيا عرضة للفناء.. لا للبقاء.. فأين فراعنة الدنيا.. والحكام السابقون؟! كلهم ذهبوا.. لقد صدق الإمام علي بن محمد الهادي عليه السلام عندما خاطب المتوكل العباسي المعروف.. ماذا قال الإمام الهادي عليه السلام؟! قال عليه السلام:
باتوا على قلل الاجبال تحرسهم
غلب الرجال فلم تنفعهم القلل
واستنزلوا بعد عز من معاقلهم
واسكنوا حفرا يا بئس ما نزلوا
ناداهم صارخ من بعد دفنهم
أين الأساور والتيجان والحلل
أين الوجوه التي كانت منعمة
من دونها تضرب الأستار والكلل
فأفصح القبر عنهم حين ساءلهم
تلك الوجوه عليها الدود تقتتل
قد طالما أكلوا دهراً وقد شربوا
وأصبحوا اليوم بعد الأكل قد أكلوا
وكان المتوكل في حال السكر فانتبه وأخذ يبكي حتى أخضلت لحيته واعتذر من الإمام الهادي عليه السلام وأمر له بأربعة آلاف دينار وأخذها الأمام عليه السلام وقضى بها دينه.


الشيخ محمد سعيد العرادي

تنبيه لشعب البحرين

السلام عليكم يا شعب البحرين.. احببت في هذه الرسالة ان اقول لكم خلاصة تجاربي معكم.. وكما قال الامام علي عليه السلام »في التجارب علم مستحدث«.. كثير ما تكون التجارب هي مصدر للدروس والعبر.. وخير معلم هي التجربة.. اقول لكم الآتي: انكم شعب طيب القلب.. نقي الباطن.. حسن السريرة.. لا يعرف الخبث والمكر والتلون والنفاق إليكم طريقا.. لكن ليس من الصحيح ان يتعامل الانسان مع الاخرين بدون حيطة وحذر وبصيرة نافذة.. فكثير من الناس انخدعوا بالظواهر الخلابة.. لا يمكن ان تتعامل ايها الشعب الطيب »على نياتك« مع كل احد.. فهناك من يستفيد من طيبة قلبك وحسن سريرتك للوصول إلى أغراضه الخبية وأهدافه الوضيعة.. فليس من السليم ان تتعامل بطيبتك مع ذئب ضار وسارق محترف بل يجب ان تفتح عينيك جيدا وتراقب الاحداث من بعيد وتستشير أهل الخبرة والفن في كل موقف تريد ان تتخذه تجاه اي قضية مصيرية من القضايا المتعلقة بك وبمجتمعك وأسرتك وعقيدتك ونظامك السياسي والاقتصادي..
هناك من الناس والسياسيين وحتى علماء الدين جبلوا على المكر والحيلة والخداع، فإلى متى وحتى متى يا شعب البحرين ستبقى على نياتك؟ غافل عما حواليك من الذئاب التي تنهش من ثروتك وعطائك وخيراتك.. وتستغل كل طاقاتك في سبيل اغراضها المشئومة..
لا اريد ان اضع النقاط على الحروف.. فأنت تقرأ جيدا وتستوعب ما اريد ان اقوله لانك شعب مثقف.. والمثقف يحتاج الى التذكير لا التعليم… »فذكر انما انت مذكر« »وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين«.. شعبنا شعب مؤمن ولكن مغلوب على أمره.. ينخدع بسرعة.. تفتنه الشعارات الراقية.. وتغره الكلمات الرنانة والالفاظ الحلوة.. وهو لا يعرف ان كل هذه مصائد.. الى متى وحتى متى اقول لك العتبي.. إلى متى سوف نبقى في نومة الغافلين ؟ ها أنتم ترون .. كم من الدماء سفكت .. وكم من الأعراض هتكت .. وكم من الأموال سلبت .. وكم من الحريات صودرت .. وكم من الأبرياء أتهمت .. وكم من .. وكم من .. ومع ذلك بقيت الأمور كما كانت بل إلى الأسوأ ولكن في صورة مغلفة بالزينة .. ظاهرها حسن وباطنها قبيح .. أسأل المولى عز وجل ان يفرج عنا الكربات ويقضي لنا الحاجات ويكفينا المهمات والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الشيخ محمد سعيد العرادي

اكتب اهتماماتك ثم ناقشها

من الأمور التي ينبغي للعاقل ان ينظر فيها ويتأمل ما يدور حولها هو بماذا يهتم؟! ويحاول ان يكتب اهتماماته ويناقشها لكي يصل الى طريق الفرج والنجاة منها؟! لأن الهموم الزائدة عن الحد المعقول تشيب الانسان وتخلق فيه حالة القلق والضيق النفسي والذي هما سبب لكثير من الامراض النفسية والبدنية، يا ترى ما هي الامور لتي تهمك الان ومستقبلاً؟! حاول ان تكتبها، ولعل الاهتمامات تتراوح من فرد لآخر ولكن هناك هموم مشتركة، فالانسان يهتم بحاجاته الاولية، من السكن والمأكل والمشرب والملبس واطفاء شهواته الجسدية والجنسية، ثم من جملة اهتماماته هي التوسعة الاقتصادية والرئاسية والاجتماعية.. حيث يحب ان يخلق له مكانه ووجاهه اجتماعية، وهناك من يهتم في كيف يصوغ شخصيته صياغة ربانية فيصبح عالماً ربانياً او متعلم واع ومثقف في حد المستوى الذي يجعله متقدماً في الحياة آخذاً بزمام الامور ويستطيع ان يحل مشاكلة بنفسه، يوم من الايام التقى حاكمان، فسأل احدهما الآخر كم مشكلة تعاني منها وكل من الامور التي تشغل بالك وتقلق فكرك وآخذة بكل اهتماماتك، فقال هناك ثلاث او اربع مشاكل تهمني، مثلاً قال له.. الحرب »حيث ان الدولة كانت في حرب مع دولة اخرى« ومشكلة السكن للكثير من الذين لا يملكون سكناً، ومشكلة البطالة »حيث كثير من افراد شعبه عاطلون عن العمل« فقال الحاكم السائل، فقط هذه المشاكل، فقال نعم ثم سألة الآخر وانت كم مشكلة عندك؟؟ فقال عندي ثمانمائة مليون مشكلة بقدر افراد شعبي، فكل واحد من افراد شعبي هو يمثل لي مشكلة بل عدة مشاكل، سكنه، وعمله، وزواجه وتعليمه وتثقيفه وأمنه واقتصاده ومستقبل اولاده والظروف الاجتماعية المحيطة به، الى آخره من المشاكل التي يجب ان تحل له!! لاحظ كيف اهتمامات هذا الحاكم الذي يفكر في كل فرد من افراد شعبه وعلى جميع الاصعدة؟؟
والحقيقة هي كذلك، فكل واحد منا لا يخلو من مشكله او مشاكل، فالاعزب يعاني من فقدان المرأة الصالحة وتكوين حياة عائلية كريمة تليق بشأنه، وهو بهذا الشأن يفكر كيف يبني البيت وكيف يجمع اموال للمهر ومخارج ومصاريف الزواج وكيف يختار المرأة المناسبة ويسأل عن المواصفات المطلوبة وممن يسأل وكيف يسأل؟؟
فترى موضوع واحد متشعب الاهتمامات ، فكيف من هو يعاني من عدة مشاكل، كالعزوبة، والبطالة، والضياع، وضعف العقيدة الدينية، وفقدان الامن الاجتماعي، وعدم تطبيق القوانين التي تحمي عرضه وماله ونفسه من قبل السلطات الحاكمة، فيا ترى هل فكرنا بجد في وضع حل لكل مشاكلنا وهمومنا؟! والحل بيد من؟! واين وكيف ومتى؟؟ هذه اسئلة تحتاج الى اجابة، ويجب ان نتساءل قبل الاجابة على هذه الاسئلة، من هو المسئول الاول في تفشي ظاهرة العزوبة والبطالة وعدم الاستقرار الأمني والاجتماعي والاقتصادي وكل مظاهر البؤس والتعاسة والتخلف والدمار؟ المسئول الاول ينحصر في فساد الأمراء والعلماء بالدرجة الاولى ؟ تسألني كيف ذلك.. اقول لك.. لقول الرسول »ص« (صنفان من امتي اذا صلحا صلح العالم كله واذا فسدا فسد العالم كله العلماء والامراء) وهو الجواب الحقيقي الواقعي، فتأمل وفعلاً يكفي هذا الجواب بشكل مختصر.

الشيخ محمد سعيد العرادي

ظاهرة المحسوبية في مجتمعنا

للاسف الشديد من الامور التي اعتادت عليها مؤسساتنا الحكومية منها هو اعتماد المحسوبيات والولائيات في التوظيف والتعيين والنصب والعزل.. حتى صار ذلك ظاهرة طبيعية.. فكل من هو مقرب من الجهات الحكومية من أعلى سلطات في الدولة الى اقل مدير قسم من حيث القرابة او الحسب او النسب او القبيلة او الصداقة وغيرها من المحسوبيات.. تراه يتمتع بأحسن المناصب في الدولة وافضل البيوت وافضل الرواتب وغيرها من الامتيازات.. يا ترى لماذا نعيش هذه الحالة من التخلف والتردي لماذا هذه العنجهية والحزبية الممقوتة؟!
وللاسف ان كثيرا من هؤلاء لا يملكون الخبرة والكفاءة في العمل الذي يباشرونه.. فترى النتائج السلبية الكثيرة على ضوء ذلك.. وللاسف ان الذي يعمل على تركيز وتعزيز هذه الظاهرة الخطيرة هم المسئولون الكبار في الدولة.
وهذه الظاهرة نلاحظها حتى في المآتم والمساجد والاشخاص مع خطوطهم الدينية والتقليدية وبغض النظر عن علمه وفهمه وعمق تجربته، وصار صراع مرير بين اصحاب المآتم وطبقات كثيرة من الناس على ضوء ذلك وصدق الامام الرضا عليه السلام اذ انشد شعرا يقول فيه:

يعيب الناس كلهم زمانا
وما لزماننا عيب سوانا
نعيب زماننا والعيب فينا
ولو نطق الزمان بنا هجانا
وان الذئب يترك لحم ذئب
ويأكل بعضنا بعضا عيانا
لبسنا للخداع مسوك طيب
فويل للغريب اذا اتانا
وصار البعض يحطم الاخر بأساليب لا تتناسب من الاسقاط والتجريح والتنقيص ويمنعون ايصال الخير وصاروا مصداق الآية »هماز مشاء بنميم مناع للخير معتد أثيم عتل بعد ذلك زنيم«.. لماذا نحن هكذا؟! هل الله راض عن هذه التصرفات؟
هل الضمير الانساني راض عن هذه التصرفات؟ هل الانسان راض عن هذه التصرفات؟ هل الائمة الهداة راضون عن هذه التصرفات؟؟ من المستفيد من هذه الامور؟ الاعداء من الكفار والمنافقين.. هم الذين يستفيدون من هذه التصرفات لكي يعززوا مواقعهم السياسية؟!

الشيخ محمد سعيد العرادي

اتباع الشيعة لاهل البيت

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين

والصلاة والسلام على خير خلقه محمد وآله الطاهرين

نحن شيعة علي عليه السلام يجب أن لانكتفي في إتباع أهل البيت عليهم السلام من الناحية الفكرية والعقائدية والفقهية فقط بل لابد من التخلق بأخلاقهم والتأدب بآدابهم ولأن معظم الناس يتأثرون بالمعاملات فإذا رأوا من شيعة علي صدق الحديث وأداء الأمانة وصلة الرحم ومواساة الإخوان وقالوا عنا أنتم شيعة علي فذلك يدعو إلى التأثر أكثر بمنهج أهل البيت عليهم السلام وسلوك طريقهم والاعتقاد بحقهم وإليك هذه الروايات الشريفة في بيان صفات الشيعة عن رسول الله (صل الله عليه و آله)

ولسان أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة ومهبط الوحي وخزان العلم ومنتهى الحلم وهم يريدون منا أن نكون كما جاء فيها فلنعرض أنفسنا عليها ونرى مدى التطابق وهل نحن كما يقولون ام لا ولنحاول أن نكون كما جاء في هذه النصوص المباركة

نذكر منها ما يلي:

۱ـ قال الإمام العسكري (عليه السلام): وشيعة عليّ (عليه السلام) هم الذين لا يبالون في سبيل الله أوقع الموت عليهم، أو وقعوا على الموت. وشيعة عليّ (عليه السلام) هم الذين يؤثرون إخوانهم على أنفسهم، ولو كان بهم خصاصة، وهم الذين لا يراهم الله حيث نهاهم، ولا يفقدهم من حيث أمرهم. وشيعة عليّ (عليه السلام) هم الذين يقتدون بعليّ في إكرام إخوانهم المؤمنين .

التفسير المنسوب للإمام العسكري: ۳۱۹

۲ـ قال الإمام الصادق (عليه السلام): شيعتنا أهل الورع والاجتهاد، وأهل الوفاء والأمانة، وأهل الزهد والعبادة، أصحاب إحدى وخمسين ركعة في اليوم والليلة، القائمون بالليل، الصائمون بالنهار، يزكّون أموالهم، ويحجّون البيت، ويجتنبون كلّ محرّم.

بحار الأنوار ۶۵/۱۶۷

۳ـ قال الإمام الصادق (عليه السلام): شيعتنا من قدّم ما استحسن، وأمسك ما استقبح، وأظهر الجميل، وسارع بالأمر الجليل، رغبة الى رحمة الجليل، فذاك منّا وإلينا ومعنا حيثما كنّا.

بحار الأنوار ۶۵/۱۶۹

۴ـ قال الإمام الباقر (عليه السلام): ما شيعتنا إلاّ مَن اتّقى الله وأطاعه، وما كانوا يُعرفون إلاّ بالتواضع والتخشّع، وأداء الأمانة، وكثرة ذكر الله، والصوم والصلاة، والبر بالوالدين، وتعهّد الجيران من الفقراء وذوي المسكنة والغارمين والأيتام، وصدق الحديث، وتلاوة القرآن، وكف الألسن عن الناس إلاّ من خير، وكانوا أمناء عشائرهم في الأشياء.

تحف العقول: ۲۹۵

۵ـ قال الإمام الصادق (عليه السلام): شيعتنا هم الشاحبون الذابلون الناحلون، الذين إذا جنّهم الليل استقبلوه بحُزن.

الكافي ۲/۲۳۳

۶ـ قال الإمام الصادق (عليه السلام): فإنّما شيعة عليّ مَن عفّ بطنه وفرجه، واشتدّ جهاده، وعمل لخالقه، ورجا ثوابه، وخاف عقابه، فإذا رأيت أولئك فأولئك شيعة جعفر.

المصدر السابق

۷ـ قال الصادق (عليه السلام): امتحنوا شيعتنا عند ثلاث: عند مواقيت الصلاة كيف محافظتهم عليها، وعند أسرارهم كيف حفظهم لها عند عدوّنا، والى أموالهم كيف مواساتهم لإخوانهم فيها.

الخصال ۱۰۳/ح۶۲

۸ـ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إنّ شيعتنا مَن شيّعنا، واتّبع آثارنا واقتدى بأعمالنا.

 

التفسير المنسوب للإمام العسكري: ۳۰۷

۹ـ قال الإمام الصادق (عليه السلام): إنّما شيعتنا يُعرفون بخصال شتّى: بالسّخاء والبذل للإخوان، وبأن يُصلّوا الخمسين ليلاً ونهاراً.

تحف العقول: ۳۰۳

۱۰ـ قال الإمام الباقر (عليه السلام): لا تذهب بكم المذاهب، فوالله ما شيعتنا إلاّ مَن أطاع الله عزّ وجلّ.

الكافي: ۲/۷۳

۱۱ـ قال الإمام علي (عليه السلام): شيعتي والله الحلماء، العلماء بالله ودينه،

العاملون بطاعته وأمره، المهتدون بحبّه، أنضاء عبادة، أحلاس زهادة، صُفر الوجوه من التهجّد، عُمش العيون من البكاء، ذُبل الشفاه من الذكر، خُمص البطون من الطوى، تُعرف الربّانية في وجوههم، والرهبانية في سمتهم، مصابيح كلّ ظلمة.

أمالي الطوسي: ۵۷۶

۱۲ـ قال الإمام علي (عليه السلام): شيعتنا المتباذلون في ولايتنا، المتحابّون في مودّتنا، المتزاورون في إحياء أمرنا، الذين إن غضبوا لم يظلموا، وإن رضوا لم يُسرفوا، بركة على مَن جاوروا، سلمٌ لمَن خالطوا.

الكافي ۲/۲۳۷

۱۳ـ قال الإمام علي (عليه السلام): واختار لنا شيعة ينصروننا، ويفرحون لفرحنا، ويحزنون لحزننا، يبذلون أموالهم وأنفسهم فينا… .

بحار الأنوار ۴۴/۲۸۷

۱۴ـ قال الإمام علي (عليه السلام): شيعتنا هم العارفون بالله، العاملون بأمر الله، أهل الفضائل، الناطقون بالصواب، مأكولهم القوت، وملبسهم الاقتصاد، ومشيهم التواضع… .

بحار الأنوار ۷۵/۲۹

۱۵ـ قال الإمام الصادق (عليه السلام): عليكم بتقوى الله، وصدق الحديث، وأداء الأمانة، وحُسن الصحبة لمَن صحبكم، وإفشاء السلام، وإطعام الطعام.

مستدرك الوسائل ۸/۳۱۳

۱۶ـ قال الإمام الصادق (عليه السلام): لو أنّ شيعتنا استقاموا لصافحتهم الملائكة، ولأظلّهم الغمام، ولأشرقوا نهاراً، ولأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم، ولما سألوا الله شيئاً إلاّ أعطاهم).

تحف العقول: ۳۰۲

۱۷ـ قال الإمام الباقر (عليه السلام): إنّهم حصون حصينة، في صدور أمينة وأحلام رزينة، ليسوا بالمذاييع البُذر، ولا بالجفاة المرائين، رُهبان بالليل أسد النهار.

مشكاة الأنوار: ۱۲۷

۱۸ـ قال الإمام الصادق (عليه السلام): ليس من شيعتنا مَن قال بلسانه وخالفنا في أعمالنا وآثارنا، ولكن شيعتنا مَن وافقنا بلسانه وقلبه، واتّبع آثارنا وعمل بأعمالنا، أُولئك شيعتنا.

بحار الأنوار ۶۵/۱۶۴

۱۹ـ قال الإمام الصادق (عليه السلام): يا شيعة آل محمّد، إنّه ليس منّا مَن لم يملك نفسه عند الغضب، ولم يُحسن صحبة مَن صحبه، ومرافقة من رافقه، ومصالحة مَن صالحه، ومخالفة مَن خالفه.

تحف العقول: ۳۸۰

 

۲۰ـ قال الإمام الكاظم (عليه السلام): ليس من شيعتنا مَن خلا ثم لم يرع قلبه.

بصائر الدرجات: ۲۶۷

۲۱ـ قال الإمام الصادق (عليه السلام): ليس من شيعتنا مَن يكون في مصر يكون فيه آلاف ويكون في المصر أورع منه.

بحار الأنوار ۶۵/۱۶۴

۲۲ـ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إنّ شيعتنا مَن شيّعنا وتبعنا في أعمالنا.

بحار الأنوار ۶۵/۱۵۵

۲۳ـ قال الإمام الصادق (عليه السلام): إنّ أصحابي أولو النُّهى والتُقى، فمَن لم يكن من أهل النّهى والتّقى، فليس من أصحابي.

اختيار معرفة الرجال ۲/۵۲۵

۲۴ـ قال الإمام الصادق (عليه السلام): ليس من شيعتنا مَن أنكر أربعة أشياء: المعراج، والمسألة في القبر، وخلق الجنّة والنار، والشفاعة.

بحار الأنوار ۶۶/۹

۲۵ـ قال الإمام الصادق (عليه السلام): ما كان من شيعتنا فلا يكون فيهم ثلاثة أشياء: لا يكون فيهم مَن يسأل بكفّه، ولا يكون فيهم بخيل، ولا يكون فيهم مَن يؤتى في دُبره.

الخصال: ۱۳۱

۲۶ـ قال الإمام الصادق (عليه السلام): الشيعة ثلاث: محبّ وادِّ فهو منّا، ومتزيّن بنا ونحن زينٌ لمَن تزيّن بنا، ومستأكلٌ بنا الناس، ومَن استأكل بنا افتقر.

روضة الواعظين: ۲۹۳

۲۷ـ قال الإمام الباقر (عليه السلام): يا معشر الشيعة، شيعة آل محمّد، كونوا النمرقة الوسطى، يرجع اليكم الغالي، ويلحق بكم التالي.

الكافي ۲/۷۵

۲۸ـ قال الإمام الصادق (عليه السلام): يا معشر الشيعة، إنّكم قد نُسبتم إلينا، كونوا لنا زيناً ولا تكونوا علينا شيناً.

مشكاة الأنوار: ۱۳۴

۲۹ـ قال الإمام الصادق (عليه السلام): معاشر الشيعة، كونوا لنا زيناً ولا تكونوا علينا شيناً، قولوا للناس حسناً، احفظوا ألسنتكم وكفّوها عن الفضول وقبيح القول.

أمالي الصدوق: ۴۸۴

۳۰ـ قال الإمام العسكري (عليه السلام): اتّقوا الله، وكونوا زيناً ولا تكونوا شيناً، جرّوا إلينا كلّ مودّة، وادفعوا عنّا كلّ قبيح.

تحف العقو۲۹۵

كتبه المحتاج إلى رحمة ربه

محمد سعيد العرادي

الخامس من ربيع الاول ١٤٤٣